فتشوا كتبكم
إنها دعوة لأهل الخلاف ليزيلوا العصابة عن أبصارهم وإعادة النظر في عقيدتهم فقد قال تعالى في كتابه العزيز (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون) المائدة 104 فالآية الكريمة تخبرنا أن هناك من لا يريد الهداية ويظل على ضلاله بحجة أنه تعود على هذا الضلال وأنه مقتنع بعقيدته التي ورثها من الآباء والأجداد فصارت مقدسة عنده ومقدمة على عقله وتفكيره , والبعض في عصرنا الحالي مازال يستخدم هذا المنطق فعندما تبين له خطأ عقيدته يقول لك : أنا أصلي وأصوم وأحج وأتصدق فلماذا أبحث في القضايا العقائدية ولماذا أخالف عقيدة آبائي وأجدادي , فيغيب عقله ويحجر عليه ويمنع نفسه من التفكير وقد قال سيدنا صادق آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم : بعضكم أكثر صلاة من بعض وبعضكم أكثر حجا من بعض وبعضكم أكثر صدقة من بعض وبعضكم أكثر صياما من بعض وأفضلكم أفضلكم معرفة . وعند الشيعة الإمامية الإثنا عشرية أعلى الله تعالى برهانهم لا تقليد في العقيدة بل بالدليل والبرهان , وأذكر أنني سمعت الشيخ المخالف الدكتور عدنان ابراهيم في سلسلته التي عرضها في اليوتيوب بعنوان معاوية في الميزان حيث وضع اصبعه على الجرح وحدد أساس المشكلة عند اهل الخلاف في الحلقة التاسعة على ما أظن من هذه السلسلة العلمية حيث قال ان مشكلة بعض أهل الخلاف أنهم لا يقرؤون الكتب وبالطبع لم يكن يقصد بذلك عوامهم بل يقصد علماء أهل الخلاف لذلك تجد أن عقولهم متحجرة وليست متحررة وأنه أي عدنان ابراهيم قد تحرر من نظرية عدالة الصحابة ومن بعض النظريات التي فرضها آل أمية على الأمة , فإذا كان هذا تفكير علمائهم فكيف يكون عوامهم ؟ أذكر أنني شاهدت لقاء للمحامي خالد الشطي قبل سنوات ذكر فيه على شاشة قناة من القنوات الكويتية الحديث المروي عن النبي الأعظم صلوات الله عليه وآله في كتب القوم وصحاحهم أنه قال : أنّ رسول الله صلّي الله عليه وآله قال: لَيَرِدَنَّ عَلَي الحَوْضَ رِجَالٌ مِمَّنْ صَاحَبَنِي حَتَّي إذَا رُفِعُوا، اخْتُلِجُوا دُونِي، فَلاَقُولُنَّ: أَيْ رَبِّ أَصْحَابِي ! فَلَيُقَالَنَّ: إنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ! وفي لفظ آخر ومصدر آخر ذكر عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلّي الله عليه وآله قال: يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ القِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي ـ أَوْ قَالَ: مِنْ أُمَّتِي فَيُحَلَّؤُونَ عَنِ الحَوْضِ. فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي. فَيَقُولُ: لاَ عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، ارْتَدُّوا عَلَي أَعْقَابِهِمُ القَهْقَرَي فَيُحَلَّؤُونَ . وعندما ذكر الأستاذ الحديث ومصدره فإذا بمقدم البرنامج الجاهل يفتح فاه ويقول : معقولة هذا الحديث في صحيح مسلم ؟؟!! فهم لا يقرؤون حتى كتبهم بينما شباب الشيعة حفظهم الله الذين يجاهدون ويردون الشبهات خصوصا على شبكة الانترنت يحفظون كثير من أحاديث البخاري ومسلم والمستدرك وغيرها من الكتب , فهذه دعوة لتحرير العقل والبحث وتفتيش الكتب قال رسول الله صلّي الله عليه وآله: كُلُّ مَا كَانَ فِي الاُمَمِ السَّالِفَةِ فَإنَّهُ يَكُونُ فِي هَذِهِ الاُمَّةِ مِثْلُهُ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، وَالقُذَّةِ بِالقُذَّةِ . وهذا الحديث روي بألفاظ مختلفة في كتبنا وكتب القوم مما يدل على أن هناك انحرافا سيكون في هذه الأمة فيجب أن تمحص الكتب وأن لا يتم تقليد علماء البلاط والسلطة في أمور العقيدة فانهم لا ينفعون الإنسان في حال وفاته عندما يكون وحيدا في قبره , وهناك حديث مشهور قال فيه صلوات الله عليه وآله من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية , أي ميتة كفر ونفاق وهذا الحديث روي في مصادرنا ومصادرهم , وحديث الفرقة الناجية وما ورد في القرآن الكريم عن انحراف قوم موسى عليه السلام عندما تركوا هارون وعبدوا العجل واتبعوا السامري الذي أضلهم , واليوم مع انتشار وسهولة وسرعة ورخص ثمن الانترنت يجب على أهل العامة أن يفتشوا كتبهم خصوصا مع ظهور طبقة من علماء أهل الخلاف من الذين تحرروا من عبادة الأسانيد والنصوص والنظريات البالية فظهر حسن فرحان المالكي بتغريداته على تويتر وكتاباته في الانترنت التي أتمنى من الجميع الإستفادة منها ومشاركاته على قناة الكوثر ومناظراته التي حطم بها شيوخ التخلف والجهل وعبادة النصوص وظهر أيضا حسن السقاف الذي فضح الألباني وشتائمه في كتاب وبين ضلالات الألباني وهذه كتب على النت موجودة تنتظر منكم قراءتها وهذا أمر أسقط تبعية الأشخاص والصنمية التي يعيش فيها معظم أهل الخلاف , ويأتيهم عدنان ابراهيم فيرفع السقف في ميزانه وينشر ذلك على اليوتيوب مدعما برنامجه بالكتب التي أحضرها معه , كل هذه الأمور تدعوكم لتفتيش كتبكم وتحرير عقولكم فماذا تنتظرون ؟ فاقرؤوا كتب هؤلاء الذين تحرروا لأنهم فتشوا كتبكم ونقلوا منها وحللوها ومحصوها وراجعوا ما راجعوه واقرؤوا ما قرؤوه لعلكم تتحررون مثلهم , هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها